مقالات

بين أخلاق المقاومة .. وفاشية الإحتلال

المواقف والأفعال، وحدها ما يُظهر الحقائق، فعلى مرأى ومسمع أمام العالم أجمع يتم مشاهدة بث مراحل تسليم الآسرى سواء الأسرى من الجانب الصهيونى الذين تم آسرهم فى يوم خالد سُجل فى أعظم صفحات تاريخ النضال ضد المحتلين والذى أحدث زلزالاً داخل الكيان وكشف عن قوة إيمان المقاومة الفلسطينية بقضيتهم والثقة بالنفس والشجاعة والبسالة، أو الأسرى و السجناء الفلسطينيين الذين يقبعون غالبيتهم فى سجون الإحتلال منذ عدة سنوات.

وتستطيع من اللحظة الأولى مشاهدة الفارق بين أحوال وأوضاع الأسرى فى الجانبين، سواء فى مرحلة التبادل الأولى أو التي تمت الأسبوع الماضي و اليوم، فأسيرات الجانب الصهيوني فى حالة صحية وبدنية لا يمكن لأى شخص أن يعتقد أنهن خارجين من أسر لمدة ما يقرب من عام ونصف وهن فى هذه الحالة الرائعة ما لم يكن يعلم ذلك.

وعلى العكس تجد الأسيرات والسجينات الفلسطينيات فى حالة شحوب وضعف وهزال واضح وضوح الشمس من سوء المعاملة والإنتهاكات المتعددة فى حقهم من قبل الإحتلال.

وهذا هو الفارق بين شعب لديه عقيدة دينية تحثه على حُسن معاملة الأسرى والتعامل معهم بإنسانية وعدم التعرض لهم بأى سوء .. شعب لديه قيم واخلاقيات تجعله يحافظ على الأسرى ويوفر لهم كل ما يحافظ عليهم وعلى حياتهم.

وقد كانت شهادات الآسيرات الإسرائليات سوء فى المرحلة السابقة أو المرحلة الحالية خير شاهد على المعاملة الحسنة وأن رجال المقاومة كانوا يؤثرونهم على أنفسهم فى تقديم الطعام لهم فى ظل الحصار من قبل الإحتلال الذي كان يمنع وصول المساعدات الغذائية والطبية للفلسطينين، وهو الأمر الذى كان له رد فعل كبير لتغيير الصورة الذهنية التي حاول الصهاينه رسمها عن دمويه المقاومة ووصمها بالإرهاب.

وعلى النقيض، شاهدنا حديث الأسرى الفلسطينيين عن عنصرية ودموية وخسة الإحتلال فى تعامله مع الأسرى وتعرضهم للتكبيل والضرب والسحل حتى آخر لحظات الإفراج عليهم.

ما يحدث فى عملية تبادل الأسرى دليل ليس بجديد علينا، فنحن نعرف جيدا مدى نازية ووضاعة هذا الكيان المحتل وإفتقاده لأدنى الأخلاقيات، ولكنه كشفهم أمام شعوب العالم التى ما زال لديها ضمير حى، وكانت آلة الإعلام الصهيونية والأمريكية ترسم لهم صورة ذهنية خادعة عن دولة الكيان المظلومة والتي تعيش وسط إرهابيين يريدون القضاء عليها، وفى النهاية لا يسعنا إلا أن نقول هذه أخلاقنا وهذا ما يحثنا عليه ديننا، وتلك فاشيتهم ونازيتهم.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى